الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الحب الحقيقي

الحب الحقيقي



الحب الحقيقي يأتي للشخص مره واحده في الحياة ، ولذلك عندما يأتي لا يجب ان نفرط فيه أبدا ً . قد يشعر الشخص بالحب الحقيقي تجاة الله وهو أعلي درجات الحب الحقيقي ، وقد يشعر أخر بالحب الحقيقي مع أسرته ، وقد يشعر أخر مع صديقة ، وقد يشعر أخر بالحب الحقيقي مع حبيبه ، فلنري معا ً اي انواع الحب الحقيقي الذي صادف أحلام ...

أحلام مثلها مثل اي فتاة في سنها تبحث عن الحب الحقيقي الذي يلتقطها من ظلمات الوحده التي تعيشها ، ولذلك أصبحت تجلس علي الياهوو وكلها أمل في ان تجد شخص يأنس وحدتها ، وفي أحدي الأيام وجدت شخص ما يضيفها ...

أحلام : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .

سيف : وعليكم السلام ورحمته وبركاته .

أحلام : ممكن اعرف انت مين وعرفت أيميلي منين ؟

سيف : انا سيف ، وانا لاقيت أيميلك في ورقه مرميه علي الارض في جامعه عين شمس .

لم تستغرب أحلام مما قاله سيف ، لانها دائماً ما تكتب ايملها فى أحدي الورقات ،عندما تطلب احد زميلاتها ذلك .

أحلام : انت فى جامعه عين شمس ؟

سيف : اة .

أحلام : فى كليه ايه ؟

سيف : كليه آداب ، وانتي ؟

أحلام : صدفه عجيبه انا برضه فى آداب .

سيف : في قسم ايه ؟

أحلام : لغات شرقيه ، وانت ؟

سيف : لغات شرقية برضه ، وانتي الفرقة الكام ؟

أحلام : انا فى الفرقه 3 ، وانت ؟

سيف : انا الفرقة الثانية ، لسه صغنون يعني .

أحلام : مش قوى يعنى ، وعامل ايه فى الدراسه ؟

سيف : الحمد لله كويسه ، وانتِ ؟

أحلام : الحمد لله ماشيه فيها .

سيف : وسنه تالته بقي صعبه ولا سهله ؟

أحلام : اكيد صعبه كل ما بتطلع سنه بتبقى المواد اتقل ، بس بتعدى بالدراسه .

سيف : اة ، وبتحضر ِ المحاضرات علي طول ، ولا بتنفض ِ ؟

أحلام : بحضرها كلها بتبقى حلوه ، حاجه تنشطك .



سيف : انتِ المحاضرات بتنشطك ؟

أحلام : اها جدا ً . شكلك مش كنت بتحضر محاضرات خالص .

سيف : لاء بحضر بس مش لدرجه انا المحاضرات تنشطني ، ده انا اما بصدق تخلص .

أحلام : كلنا اما بنصدق تخلص ، وانا اول واحده بس برضه بحبها مش عارفه ليه !

سيف : هو انا كنت في الأول زيك كده . بس بعد فترة اتصاحبت علي ناس كرهوني في الدراسه ففقدت الاهتمام بالدراسه وما بقتيش زي الأول .

أحلام : حاول تشوف ناس تانيه يشجعوك على الحضور .

سيف : للأسف صعب اليومين دول .

أحلام : حاول فى ايام تانيه .

سيف : ههههههههههه ، هحاول ان شاء الله .

أحلام : انا سعيده انى اتعرفت عليك .

سيف : انتِ هتقفل ِ ولا ايه ؟

أحلام : اها نبقى نتكلم مره تانيه عشان الوقت أتأخر .

سيف : اوك ، ان شاء الله .

أحلام : مع السلامة .

سيف : مع السلامة .



وبعد فترة أتفقوا علي انهم يتقابلوا في الجامعة ، في البدايه كان سيف يعارض اللقاء ولكنه رضخ لأصرار أحلام علي اللقاء ، واقترح سيف علي أحلام ان يتقابلوا أمام كليه حاسبات ومعلومات ، فوافقت أحلام بدون تردد لأنها كانت تقضي في السابق معظم أوقاتها هناك مع زميلاتها لاميس ومريم ، واتفقا علي ان يكون ميعاد المقابله الساعة الثانية ظهرا ً ، وقال كل طرف للطرف الأخر لون الملابس التي سيلبسها لكي يتعرفوا علي بعض بسهولة . وذهبت أحلام للقاء وكلها أمل في لقاء سيف ، ولكنه لم يأتي ، وعند حديثها معه علي الايميل ...

أحلام : ازيك يا يا سيف ؟

سيف : الحمد لله .

أحلام : ممكن اعرف ليه مش جيت امبارح زى ما قولت .

سيف : هو انا جيت وشوفتك وانتِ واقفه بس كنت خايف جدا ً اني أجي اكلمك .

أحلام : ليه يعنى انا فضلت واقفه وانت واقف بعيد خايف تيجى ؟

سيف : اصل انا عمري ما كلمت بنت وجه لوجه ، فكنت مرعوب جدا ً اني اروح واكلمك .

أحلام : ماشى هسامحك المره دى ، بس المره الجايه ...

سيف : ان شاء الله ما فيش مره جايه ، انتي عارفة انا كنت خايف أوي لا ما تكلمنيش تاني .

أحلام : انا كنت ناويه اعمل كده ، بس هديك فرصه كمان .

سيف : بس بلاش نأخذ ميعاد تاني في الفترة ديه . انا اما هلاقي بقي عندي شجاعه انا اكلمك وجه لوجه هأجي واكلمك .

أحلام : اوك .



وفي أحدي مرات حديث أحلام وسيف ...

سيف : ازيك يا احلام ؟

أحلام : تمام الحمد لله ، وانت ؟

سيف : الحمد لله ، انا علي فكره حضرت النهارده ماده الأساليب الفارسيه .

أحلام : بجد ؟

سيف : اة وشوفتك وانتي قاعده لوحدك ، وكان شكلك حزين .

أحلام : اها ده العادى ، بقالى فتره حاسه ان الناس مش حبانى فا بعدت وبقيت وحيده .

سيف : ليه كده أنتي ما عندكيش اصحاب ؟

أحلام : كان عندى بس حاليا لاء .

سيف : طيب ما حولتيش تلاقي اصحاب غيرهم ؟

أحلام : مش عاوزه لانى كنت بحب الاولانين قوى

سيف : اومال ابتعدت ليه عنهم ؟

أحلام : حصلت بعض الخلافات ما بنا .

سيف : طيب وايه يا تري سبب الخلافات ؟

أحلام : كان فى فتره تعبانه فيها ما حدش فيهم سأل عليا ولا جاب لى المحاضرات ، مش عارفه هم عملوا كده ليه معايا !

سيف : ممكن ما كنوش يعرفوا انك تعبانه ؟

أحلام : يعنى واحده بقالها اسبوعين مش بتيجى الجامعه وعمرها ما عملتها . مش المفروض يسألوا عنها .

سيف : طيب انتِ ما سألتهموش هم عملوا كده ليه ؟

أحلام : وأسالهم ليه ، محدش فيهم فكر يجى يطمن عليا ولا يقولى المحاضرات الى فاتتك احنا هندهالك ، ولولا انى روحت لدكتور وشرحلى الى فاتنى انا كنت ممكن اضيع في الامتحانات ، وعشان كده ان قررت اني ابتعد عنهم وما أعرفهومش تاني .

سيف : طيب مش ممكن انهم ما كنوش يعرفوا انك تعبانه ، وانهم اكيد ان عرفوا كانوا هيجولك .

أحلام : زى ما بيقولوا عذر اقبح من ذنب .

سيف : ليه بتقول ِ كده ؟

أحلام : لما تقول انهم مش يعرفوا انى كنت تعبانه ، معنى كده انى لو غبت شهر او مت محدش هيسأل عليا ، وهيقولوا ما كناش نعرف !

سيف : ليه بعد الشر ما تقوليش علي نفسك كده .



أحلام : الى مزعلنى يا سيف ان انا كنت معتبراهم اخواتى عشان انا مش عندى اخوات ، اكيد لو اخوك مش موجود قدامك يومين هتسأل عنه ، صح ولا لاء ؟

سيف : صح ، بس ممكن هم يكون عندهم عذر ما خالهموش يسألوا عنك .

احلام : عذر ! انا مش عارفه انت بدافع عنهم كده ليه؟ هو انت تعرفهم ولا ايه ؟!

سيف : لاء انا ما أعرفهومش بس بحاول احط نفسي مكانهم بس ، لأنهم ممكن يكونوا مظلومين .

أحلام : طب بعد ما رجعت ليه مسألوش انا كنت فين ، وايه الى خلانى ما أجيش ، ومحتاجه محاضرات ايه ؟؟

سيف : طيب ما هو انتِ قولتِ اما رجعتِ أخذتِ جنب لوحدك هيسألوكِ أزاي ؟ انتِ المفروض ان كنت بتحبيهم بجد ، كنتِ تروح ِ وتقولهم انتم ليه ما سألتوش عني ؟

أحلام : يعنى انا صحبتى فجأه تاخد جنب ، مش اسألها ليه اخذت جنب فجأه ، واحاول اعرف ايه اللى مزعلها !

سيف : ما هم معذورين برضه ، يعني زميلاتهم رجعت بعد اسبوعين ولاقينها واخده جنب ، وكل وحده فيهم اما تيجي تكلمها يلاقوك تبتعد عنهم ، هيعملوا ايه أكتر من كده !

أحلام : انت مين؟ وايه الى عرفك انى كنت بحاول ابعد عنهم كل ما يحاولوا يكلمونى ؟

سيف : انا بخمن بس .

أحلام : بتخمن هو انت كل حاجة تقول بخمن او بحاول احط نفسي مطرحهم !

سيف : ما هي ديه الحقيقة .

أحلام : الحقيقة ! ماشي سلام .

سيف : سلام ؟ ليه بس استنى ايه الى حصل ؟


يا أحلام يا أحلام

BUZZ!!!

BUZZ!!!

ولم تجيب احلام علي ندائات سيف المتكرره لها ، وفي اليوم التالي ذهبت أحلام الي صحبتها لاميس ...

احلام : حلوه أوي التمثليه ديه الي عملتيها علي يا لاميس .

لاميس : تمثليه ايه ؟

أحلام : انتِ لسه هتخبي ما انا كلمت مريم ، وقالت لي علي كل حاجة .

لاميس : مريم ديه كدابه ديه هي الي دبرت وعملت التمثلية عليك .

فبعدما علمت احلام الحقيقه وفضحت لاميس أمر مريم دون ان تعلم ، ذهبت أحلام الي مريم ...

أحلام : ليه يا مريم عملتى الحوار الكبير ده ؟

مريم : حوار ايه ؟

أحلام : حوار سيف والموضوع ده .

مريم : انا مش عارفه انتِ بتتكلم ِ عن ايه ؟

أحلام : ياريت نبدا بصراحه ولاميس قالتلى على الحوار كله .

مريم : لاميس طيب اما اشوفها .

أحلام : ممكن اعرف بقى ليه الحوار الطويل ده ؟

مريم : عشان احنا بنحبك أوي وشافينك قصادنا كل يوم في تعاسه ومش قادرين نعمل حاجة ، فقولت أعمل عليك الحكاية ديه عشان أخرج من الحزن الي انتي فيه ، واعرف ايه سر الحزن الي في عينك من ساعه اما رجعت .

أحلام : كنت اتمنى ان احنا بنقى صرحين مع بعض ونواجه بعض مش نلف وندور .

مريم : ما هو انتي الي اجبرتيني لكده ، كل اما أجي اتكلم معاك تسيبيني وتمشي .

أحلام : لانى كنت زعلانه منك ، ممكن غلطت انى مش كلمتك بس بردو انت كمان غلطتى .

مريم : انا عارفه اني غلطت في حقك عشان كده انا اهو بأعتذر لك ، فأرجوك أرجع ِ صحبتي تاني ، لأني مش بأعتبرك صاحبتي وبس ده انا بأعتبرك أختي واكتر من اختي كمان .



وبعد ان استمعت أحلام لهذا الكلام ارتمت في احضان صديقتها مريم وامتلئت عينيها بالدموع ، واخيراً عادا كما كانا في السابق اعز اصحاب ليجسدا لنا الحب الحقيقي في أبهي صوره ، ذلك الحب الذي لا ينتهي بمرور السنين ، ومهما قابل من عوائق ينتصر في النهاية .

تأليف وأخراج : Protagonista & ابو تريكة .

انتاج مشترك : سبتمبر 2009 .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق