الثلاثاء، 16 أبريل 2013

القطار هو الحل ؟!

القطار هو الحل ؟!



تبدأ قصتنا في محطه مصر يوم 19 فبراير 2002 . في ظلام الليل الدامس ذهب احمد مع حبيبته هبه ليودعها قبل سفرها الي منفلوط باسيوط لتقضي اجازه العيد هنالك . وسط احتضان احمد وكلمات العتاب واللوم لحبيبته هبه – حيث رفضت ان تنتظر لغدا ّ حتي يستطيع ان يسافر معها - وسط الهفه والزحام والدموع نسي احمد ان يعطي هبه جواب قد اعده لها ، فعاد مسرعا ً لها ليجدها واقفه علي باب اخر عربة قطار وهي مبتسمه فبتسام احمد ودموعه تنزل علي خديه .


ولكنها لم تكن تبتسم له ، فقد وجدها تبتسم لشاب يعرفه اسمه فؤاد وتمد يدها اليه ليصعد عربه القطار قبل ان يرحل وتقوم بإحتضانه بشدة في لهفة وشوق . لم يستطيع احمد ان يفعل شئ ّ فقد رحل القطار ، رحل حلمه ، رحلت بسمته ، حتي دموعه قد رحلت .لم يعرف ماذا يفعل ايبكي اما يستسلم للأمر الواقع ؟! احمد ظل ساكنا ّ ولم يتحرك متسألا " لماذا فعلت بي هذا ؟ ماذا اقول لأهلي واصدقائي ؟ لماذا الغيت خطوبتي بهبه ؟ لماذا قررت من الاساس ان اخطبها ؟ لماذا قررت ان اعلمها بقراري عن طريق جواب ؟ لماذا كنت اريد ان افجأها بقراري ؟ يا لسخرية القدر .هل انا الذي فجأتها ام هي التي صدمتني ؟!


لماذا اضعت فترة من عمري مع خائنه ؟ لماذا لم اشك بها من قبل عندما رأيتها تضحك وتبتسم لفؤاد وتبرر لي ذلك بأنها تأخذ منه المحاضرات فقط وليس لها به ايعلاقة ؟ هل لأني كنت معميا ّ بالحب ؟ هل بسبب غبائي ؟ هل بسبب اني وثقت في احدي بنات حواء ؟ لقد حظرني الكثيرون من فتيات الجامعة ولكني لم اكن استمع لهم بسببغبائي . "

قرر احمد ان يرحل من محطه مصر بعد ان قرر ان ينتقم منها وان لا يعلمها بمعرفته بخيانتها وان يتلذذ في اذللها . ولكن كالعاده كان للقدر رأيي اخر لم يصدم احمد فقط بل صدم المصريين كلهم ..

لقد احترق قطار الصعيد لقد ماتت هبة وفؤاد والكثيرون .. اكتسي العيد بلون الدماء .. انتفض مجلس الشعب وطالب بإقاله رئيس الوزراء فأقيل وزير النقل ، بعدفتره نسي الشعب المصري الشهداء . ولكن احمد لم ينسي خيانه هبه له ، لم ينسي قرارة بالانتقام من هبه ! الم تمت هبه ؟؟ كيف ينتقم شخص من انسانه توفيت ؟؟ اذا ّ فلا مفر امام احمد الا من الانتقام من كل بنات حواء .

تلاطمت أمواج الأيام الذكرى بعقل أحمد طوال أيامه التالية ، كل مارة بالطريق تحمل وشاح هبة ، كل جالسة بالمقهى لها عيناها الخائنة نظراتها الكاذبة همساتها القاتلة ، لكن ملامحه الخبيثة كانت تخفي مشاعره وراء حجاب إبتسامة الثعلب وحديث الذئب الذي ينتظر ضعف أخاه ليلتهمه .. فصارت الفريسة صياد متمرس ..

وهكذا صار الحال يغوي العذارى بأشعاره وهمساته وصوته المتحاني ليوم إعلان الخطوبة فتهوى الفريسة بين أحضان أهلها يصرعها البكاء ، فإنما المحبوب أكتفى بدلا من حضوره برسالة فحواها جملة واحدة " عفوا ً لن ارتبط بفتاة خانت أهلها وتسكعت معي في الطرقات التي تخون اهلها تخون زوجها .

وفي سبتمبر 2010 جاء موعد الرحلة السنوية بالجامعة لمدينة الأقصر ، وبالرغم من غربته عن بلاده أراد أن يتجه إلى الجنوب ليرى كيفما يكون غدر النساء هناك وربما يتصيد فريسة من هؤلاء الفتيات اللذين يبيتون خارج منازلهم بل خارج مدينتهم كلها .

بدأت الرحلة ومضى الشباب الجامعي في مرحهم المتزايد إلى أن جاءت فقرة لعبة الصراحة والتي أقترحها هشام القريب من أحمد فمضوا بأسئلتهم التي قد تتسم أحيانا بالوقاحة وأحيانا أخرى بالغباء ولكن كان أهم سؤال في هذه اللعبة هو الذي وجهته سارة لهاجر قائلة : " يا تري ما هو سبب شغفك المتزايد بالأشعار الرومانسية وكتابتك الكثيرة عن قصص الحب والرومانسية ، هل وجدتي اخيرا ً فارس أحلامك ؟ "، تصمت هاجر ويعلو وجنتها الإحمرار وتتلعثم كلماتها ، فإذا بصوت أحمد يهز جسدها وهو يحملق بعينها " لا تخجلين من الاجابة قولي اسمه بكل قوة وثقة ان الحب لايحتاج الي الخجل بل الي الجراءة والأقدام " تشعر هاجر بأنها في ثبات عميق وما من أحد بينها وبين حبيبها إلا جدار السماء ومركز الأرض ، فينطق لسانها رغم عنها" أنا بحبك انت يا أحمد " .

يبتسم أحمد إبتسامة المغرور لكنه يعاود ليلاحظ المذهلون من حوله فهم يعرفون هاجر المثابرة التي لا تصادق الفتيات المغرمات وتنعتهم بـ الفاشلات ، لكنهم يأثرون الصمت ولا ينطقون بحرف لعلمهم أنها قد إختارت آخر رجل على الأرض قد يناسبها ..

ويمضون كلا في طريقه لتأتي سارة لتنفرد بهاجر قائلة " اتتصنعين البراءة والطهر والاحترام وانتي في الغرام بلا لجام ؟! " وتتركها لتذهب لصديقاتها الذين يقفون بعيدا يتغامزون عليها .. فتنزل دمعات هاجر دون أذن منها لتقول لنفسها بصوت خافت : " ياليتني ما جئت هنا ..." . ولم تكن اكملت جملتها الهامسه حتي جأء خنجر اخر ملوث قبل أن تنجو من الطعنة الأولى فيمر أحمد بين أصدقاءه يضحكون ضحكا عاليا لينظر بعيناها الدامعه وهو يضحك ولا يعبآ بها ويكمل طريقه إلى المعدية . وتذهب هي مسرعه الي حجرتها وتقرر ان تحزم حقائبها لتعود الي القاهرة تحاول احدي صديقتها المتواجده معها بالحجرة ان تثنيها عن هذا القرار ولكن دون جدوى .



وفي اليوم التالي ، لاحظ احمد غياب هاجر عن النزل وعن الجولات السياحية المقررة في الرحلة فسأل احمد المرشد السياحي والمسؤول عن الرحلة عن سبب غيابها هل هو بسبب مرضها ؟ فأجبته احدي الفتيات التي كانت تسترق السمع بأنها قد عادت الي القاهرة بسبب شعورها بالاحراج لما حدث بالأمس ، شعر احمد بالنشوة والذه فصيدا ًجديد قد أتي ووقع في شراكه دون اي جهد او عناء .

وبعد اسبوع ،يجد احمد هاجر جالسه في الجامعة تتصفح احدي الكتب الدراسية . فيقوم بعمل تمثليه صغيرة لكي يجذب انتباها اليه وتكون هي البادئه في الحديث معه ، فيتظاهر بأنه يتحدث في الهاتف ويمر من امامها فتظل صامته ، فيقوم بتعليه صوته قليلا ً ولكنها لا تتحرك وتظل ساكنه صامته ايضا ً ، فلا يجد امامه حلا ً سوي بالتفات لها ويبدأ هو الحديث..

احمد : هند حسين محمد ، أليس كذالك ؟

هاجر : أجل ،ولكن من الذي قال لك علي اسمي كاملا ً ؟

احمد : انها قصه طويلة سأحكيها لكي بشرط واحد فقط ؟

هاجر : ما هو؟

احمد : لماذا تركتِ الرحلة بعد يوم واحد فقط من بدايتها ؟

هاجر : انا لست من هواه الرحلات والتنزه ، لقد كانت غلطه وحاولت ان اصلحها قبل ان تتفاقم .

احمد : لا تهربِ من الاجابة الحقيقية عن سؤالي ، ما السبب الحقيقي وليس المزيف ؟

هاجر : انا للأسف لا أجيد فن المراوغة والكذب وصراحتي دفعتني لان ارتكب اكبر حماقة في حياتي..

احمد : لا تكملِ أرجوك .. الحب لم ولن يكون حماقة .. حبك لي ليس حماقة فبالحب خلق الكون وبالحب نشأت الانسانية وبالحب تتفتح الزهور وتشرق الشمس وتغرد العصافير .. فأذا كان الحب حماقة فأنا اكبر أحمق في الكون لأني أحبك انا ايضا ً .

رمى أحمد كلماته على آذان هاجر ككوب ماء على جمر مقاد ، قطرة بلسم على جرح يتأجج لهيبه ، بسمة على خد يعتصره الأسى ، فيرن هاتفه قبل أن تنبث هاجر بحروفها فيرد أحمد مسرعاً ويطول حواره مع صديقه هاني قرابة النصف ساعة في ضحك على أشياء لاتفهمها هاجر ليغلق المكالمة وهو يقول أنه جالس مع هاجر الفتاة التي تحبني ولم أكن أدري ، ويغلق بالفعل لينظر بعينها قائلا علي الذهاب الآن مع السلامة ، فيعلوا وجنة هاجر الاستغراب ولا تستطع الحديث وهو الآخر لم ينتظر منها رد السلام ورحل مسرعاً ..


وظلت هاجر في شغف تنتظر قدومه أحدى المحاضرات لكنه قد تغيب عن الحضور فيما يقرب أسبوعا .. فإذا وهى بمنزلها تحاول النوم على همسات آذان الفجر التي لم تستطع تلبية نداءها يرن هاتفها ويظهر على شاشته رقم تجهله فلا ترد عليه ، فيرن ثانيا فتغلقه ، ليبعث المتصل لها برسالة جاء فيها " اجيبي أرجوكِ فالأمر هام "، فترد هاجر في خوف من المجهول وخوف آخر من أن يسمعها أبيها لتسمع صوت رجل مخمور يناديها باسمها ويحدثها بعبارات الود والغرام ، فتغلق هاجر الهاتف تماما في قلق وهى تنظر إلى السماء لترى بها وجه حبيبها .

ويأتي الصباح لتوقظها أمها فتجدها متيقظة بالفراش فتسألها ألن تذهبي للجامعة اليوم فتقول لها بلى سأجهز نفسي حالا ، وتذهب بالفعل للجامعة وتدخل قاعة المحاضرات لتجد كل أصدقاء أحمد ينظرون لها وهم يضحكون فتنظر بالأرض وتبتعد عن الجميع حتى عن صديقاتها وتجلس وحدها تنتظر ، ولا تدري من تنتظر أهو الدكتور أم أحمد حبيبها أم رسالة من متصل الليل يبلغها فيه بمن هو ، ويمر الوقت ولا يأتي أحد ممن تنتظر، فقد أعتذر الدكتور عن المحاضرة ولم يأتي أحمد هو الآخر وظل الهاتف صامتا لاينطق.



وتعاود هاجر لمنزلها لتقضي يومها كالعادة والشئ الوحيد المتغير هو تفكيرها الدائم بأحمد وما قاله ولما أختفى . ليأتي بموعد الأمس متصل الليل يداعبها برنة واحدة ثم يتبعها برسالة يقول فيها " ألم تعرفيني بعد ؟" أنا أحمد ،فتزداد دقات قلبها وينتفض جسدها ليقع الهاتف من يدها وتذهب إلى الشرفة لتطلبه فيرد عليها قائلا " أفتقدتيني ؟ " فترد عليه " ألا تشعر " فيقول" أريد أن أسمعها " فترتجف من الخجل ولا تستطيع نطقها ، فيسألها "أتشعرين بالخجل مني ؟" فلا ترد ، فيسألها مرة أخرى " اخفتك كلماتي بالأمس " فترد وكأنها استعادت وعيها أخيرا " من أين جئت برقمي ؟ وماذا كنت تفعل بالأمس " فيجاوبها " إنا امتلك مصادري الخاصة وقد أحببت أن أظهر لكِ وجها لا يعرفه سواكِ فأنا ببعض الأوقات أتعاطى المخدرات " فتسكت هاجر وتعتقد بأنه يحاول أن يبعدها عنه بطريقة لا تجرحها ، فيكسر صمتها قائلا " أتشعرين بالخوف مني ؟ " فتجاوبه بحدة " لا ، أعتقد أن كل الشباب يفعلون ذلك بهذه الأيام " ولكنها تشعر بأقدام أبيها قادمة إليها فتتلعثم وتقول له يبدو أن رصيدي سينتهي ، فيباغتها ويقول لها حسنا سأتصل أنا ، فتغلق الخط دون الرد عليه ، وهو الآخر لم يتصل .

ومع مرور الوقت اصبحت المكالمات لا تنقطع بين احمد وهاجر وتدور الأحاديث والحوارات تاره تسأله هاجر عن حياته وعن سر بقائه لمده 8 سنوات في الجامعة ويجيبها بأنه قد التحق بكلية الحقوق مجبورا ً لإرضاء والده ، فقضي ست سنوات بها ، وبعد ذلك ، أراد ان يلتحق بالكلية التي أرادها منذ البداية . وتاره اخري يسألها عن رائيها في ثورة يناير وفي الثوار فترد عليه مسرعه بأنها بعيده كل البعد عن السياسة، فجيبها بأنه يفضل جماعه الاخوان المسلمين وسيرشحهم لحكم مصر ، فتستغرب هاجر من التناقض بين ما يقوله وبين تعاطيه للمخدرات فتبادر بسؤأله " عن سر تفضيله جماعه الاخوان عن باقي الفصائل الاخري ؟ " فيجيبها " انا عصيت الله كثيرا ًواريد ان يحكم الإسلاميين مصر لعل ذلك يكون شفيع لي ان ادخل الجنه " فتجيبه هاجر مستنكره ما يقوله " احمد ، الانسان يدخل الجنه بأعماله ليس بمسانده فصيلاو تيار يدعي انه سيطبق الشرع ، الانسان لا يحاسب علي افعال المجتمع بل علي افعاله هو فقط ، وهل انت تتصور ان الإسلام لم يدخل مصر بعد ؟ " فيجيبها احمد " انا متفق معاك ً ولكني اريد ان يكون المجتمع متمسك بالدين أكثر من ذلك "تتعجب هاجر مما يقوله احمد الذي يتعارض مع افعاله .

وهكذا تستمر الحوارات بين هاجر واحمد . الي ان يأتي اليوم الحاسم اليوم الذي طالما تكرر في حياة احمد كثيرا ً ،لقد قرر احمد ان يعرض علي هاجر الخطوبة كما فعل مع الكثيرات من قبل ،ولكنها ترفض بشده لعلمها بما فعله احمد مع من قبلها وعلمها بانه سيتركها في ليله الخطوبة فتنظر اليه بنظرات زائغه مملؤة بالخوف والترقب ، فيتعجب احمد من اجابتها ويسألها " الاتحبيني يا هاجر ؟! الا تريدين الخطوبة مني ؟! " فتجيبه هاجر " بلا احبكب شده ، ولكنك لم تنهي دراستك ، ليس لديك منزل ولا وظيفة ." فيجيبها احمد في ارتباك " أجل ، ولكني أحبك ولا اريد في تلك الفترة ان تضيعي من بيني يدي وان يتقدم لكي احد الشباب ويوافق أهلك عليه دون رضائك ." فتجيبه هاجر " ل اتخف انا لك ان اجتهدت في دراستك وتوقفت عن تعاطي المخدرات " فيبتسم احمد في صمت ، لقد اراد احمد ان يتخلص من هاجر ولكنه لم يستطع ماذا يفعل ! انه مجبور علي الحضور الي الجامعة بسبب تجوز غيابته في الكلية الحد المسموح به !



لم يستسلم احمد لما قالته هاجر وظل يفاتحها بإستمرار في ضرورة ان يخطبها ولكنها لم تستلم ايضا له واشترطت عليه ان يتوقف عن تعاطي المخدرات اولا ً ، فحاول اكثر من مره ان يوهما بأنه قد توقف لكنها كانت تستطيع ان تكشفه كل مره بسبب نبره صوته التي يظهر عليها اثار المخدرات ،أخلصت هاجر في حبها لأحمد لكنه لم يخلص ، فلم يتوقف احمد عن مغازله ومداعبه الفتيات في الجامعة وكانت هاجر كلما وجهته بأفعاله يتهرب منها تارة بأنها كان متأثر بالمخدرات وتاره اخري بأنه قد تعود علي ذلك . وعلي غير العاده اصبحت هاجر كالمخدرات بالنسبه لأحمد لم يعد يتحمل ان تغيب اصواتانفاسها عن مسامعه ، كلما تأخرت هاجر في الرد علي الهاتف كلما شعر بالضيق والانفعال مما سبب لهاجر الكثير من المشاكل مع اسرتها ، فهي لم تسلم من انتقادات اسرتها المتواصله بسبب عدم تركها الهاتف طوال الليل والنهار ، اصبحت طلبات احمد غريبة لم تسمعها هاجر من قبل في اي قصه حب او حتي اي لحظه جنون ، فمن كثرة شوق احمد لهاجر كان يطلب منها ان تترك هاتفها ولا تغلقه حتي بعد نومها لأنه يريد ان يسمع اصوات تنفسها وهمساتها ، نعم لقد اصيب احمد بجنون الحب ولكن هل يقابل جنون الحب الا بجنون ، فعلي الرغم من رفض هاجر لطلبات احمد في البداية لكنها وسط رجائه المستمر لها تستلم له ولطلباته .


لم تتوقف طلباته المجنونة الي هذا الحد بل امتدت الي طلبه منها ان تأتي له في المنزل بحجه المذاكرة وانه لا يستطيع ان يذاكر وحيدا ً ، ولكن هل ستوافق هاجر علي طلبه ؟! هل ستثق به الي حد ذهابها الي منزله ؟! هل يؤتمن الخائن ؟! تدور اسئلة كثيرة في رأس هاجر ولكنها لا تجد سوي اجابه واحده فقط تجيب علي كل اسألتها وهي بالتأكيد الرفض .

ومع مرور الوقت اصبحت هاجر تخشي علي نفسها من فتك احمد بها ، فكانت تري نظراته التي تتفحص كل اجزاء جسدها ولمسات يده الطائشة التي كانت تريد دائما ان تلامس جسدها الضعيف .

لم يعد لهاجر اي خيار لتحافظ علي جسدها من براثن ذلك الذئب البشري الا بالإبتعاد عنه وعدم الذهاب الي جامعه واغلاق هاتفها المحمول ، ولكن كعادة الذئاب البشرية دائما ً لاتستسلم للحواجز بينها وبين فريستها ، فذهب احمد لمنزل هاجر وبدأ يناديها بالأسم الذي اعتاد ان يناديها به " يا جوجو " فتنظر هاجر من شرفتها لتجد احمد فتدخل فورا ً مرتعبه الي حجرتها وتجهش بالبكاء لا تعرف ماذا تفعل معه ! لم يتوقف احمد عن النداء ولم تتوقف هي عن البكاء . ثم يعم الصمت المكان فتخرج لتنظر من شرفتها فتجد احمد قد انصرف فتحمد الله ، ولكنه للأسف يعود اليوم التالي ولا يتوقف عنالنداء ولا عن المجئ .

فتقرر هاجر ان تتحدث مع والدها وتقص عليه كل ما حدث . ولكن هل تمتلك هاجر الجرأة ان تحكي كل ما حدث بالتفصيل ؟ هل والدها سوف يتقبل كلامها ام سيقوم بضربها ؟ ولكن اذا لم تحكي ما حدث لن يتوقف نداء احمد المتواصل ، لن يتوقف الذئب من الحوم حول منزل فريسته ؟! اذا فلا مفر امام هاجر سوي بأن ان تحكي لولدها الحقيقة ناقصه . نعم لقد قرارات ان تقص عليه ما تريد وان تسقط من قصتها من تريد ،فتوجهت اليه وإستجمعت قوتها وقالت : " هنالك شاب يا أبي يتتبع خطواتي منذ فترة ، وهو غير متزن ويظهر علي ملامحه بأنه يتعاطي المخدرات ويتصل بي دائما علي الهاتف مما اجبرني علي اغلاقي للهاتف نهائيا ً والي عدم الذهاب الي الجامعة ، وخشيت من ان احدثك من قبلك لأني شعرت بأنك لن تصدقني ، ولكني لم اجد مفر من الحديث معك بسبب مجئ ذلك الشاب الي هنا ومراقبته لمنزلنا " ، فانتفض الأب ونظر ليجد احمد واقفا ً بالأسفل ، فنزل مسرعا اليه ، فلما وجد احمد رجل كبير يهرول اليه فجري مسرعا ، فأنهال والد هاجر بسيل من السباب والشتائم والوعيد والتهديد ، لما صعد والد هاجر طمئنها بأن ذلك الشاب لن يستطيع ان يأتي الي هنا مره أخر وان فكر في المجئ سيكون هذا اخر يوم في حياته .



وفي اليوم التالي تنزل هاجر مطمئنة لتشتري بعض متطلبات البيت من سوبر ماركت قريب لتجد من يباغتها ويمسك يدها فتلتفت لتجد احمد فتصرخ وتجري مسرعة باتجاه المنزل فينظر الاب مسرعا ً من شرفة المنزل ليري الاب ابنته تجري وخلفها ذلك الشاب ، ويري بعينه ابنته هاجر الفتاة الجامعية ذات الملامح الملائكية تحتضنها احدي السيارات المسرعة وتطرحها ارضا ً فيغشي عليه . تري زوجته زوجها ملقيا ً علي ارض المنزل مشيرا النافذة فتنظر مسرعه لتري ابنتها هاجر ملقاه في الشارع ودمائها تغضي جسدها لا تعرف الام ماذا تفعل سوي الصراخ والنحيب ليأتي اليها الجيران مسرعين . يفيق الأب من الاغماء ويري انهار من الدموع تنهمر من وجه زوجته والصراخ والنحيب لا يفارق شفتيها فيسألها في خوف وترقب " ماذا جري لهاجر " فتجيبه بدموعها التي تدمي القلب " لقد ماتت هاجر " . مات الصفاء والنقاء ، مات النجاح والإجتهاد ، نعم لقد فارقت الغزالة الحياة .فلترقص طربا ً ايها الذئب فرحا ً بما فعلت .

قرر والد هاجر ان يبحث عن قاتلها وان يقتله ويسفك دمائه كما قتل ابنته الصغيرة بدون اي ذنب ، لم يذهب الي قسم الشرطة لأنه يعلم جيد بأن القانون لن يعيد حق ابنته وانه الحل الوحيد في هذا الوقت ان تأخذ حقك بيدك ان تسفك دماء الذئب قبل ان تقع ضحيه جديده في براثنه . وعلي الرغم من انه لم يكن يعرف اسم ذلك الشاب لكنه كان يتذكر ملامحه بكل دقه وتفصيل ، كان يتذكر تحركاته المهرولة وراء ابنته الضعيفة وهروبه بعد وفاتها ،يتذكر لحيته الصغيرة والندابات التي تملئ يديه .

قرر الأب ان يذهب الي جامعه ابنته ليمسك بقاتل ابنته وبالفعل يستطيع ان يتوصل الي اسم الشاب ، انه احمد عبد اللطيف عثمان ويتوصل الي عنوان منزله بالقاهرة ، اذا فهو القصاص وهو يوم الخلاص من الذئب ، ولكن كان للقدر رأي اخر فقد علم احمد بما جري في الجامعة وعن نية والد ضحيته الاخيرة في الخلاص منه ، فيسرع في حزم حقائبه كالمجنون ضربات قلبه تخفق في شدة يري اشباحا تحوم من حوله تحمل سكين وتحاول ان تطعنه به ، يتسأل هل هذا هو اخر يوم لي في هذه الحياة وفجأة يتوقف قلبة عن الخفقان أنه الباب يطرق بشده ، لا يعلم ماذا يفعل يستسلم لقاتله اما يباغته ويقتله هو ، فيسرع الي المطبخ ويحضر سكينه ويفتح باب المنزل وهو مغلق العينين ويطعن ضحيته بالسكين ، ولكن يا للحسرة لقد قتل صديقة الحميم هيثم بيده ، لقد قتل من اتصل به وحذره من والد هاجر ، نعم لقد قتل من كان يريد ان يساعده في الفرار من الموت ، نعم لقد قتل من كان يريد ان يقله الي محطه القطار ،يمد احمد يده المغطاة بالدماء بداخل جيوب صديقة المقتول ويأخذ مفاتيح سيارته ينزل مهرولا ليلحق بالقطار .




انه قطار الخلاص ، يدخل احمد محطه القاهرة ويذهب مسرعا الي الحمام لكي يغسل دماء صديقه التي تغطي يديه ، لم يشعر احمد بأي احاسيس الا باحاسيس الخوف والذعر من ان يلحقه والد هاجر ويقتله قبل ان يسافر الي منفلوط ، يصعد احمد القطار متلفتا يمينا ويسارا ، واخيرا يصل القطار الي منفلوط .


وبعد ايام من الخوف والترقب يشعر احمد بالأطمئنان بانه لن يستطيع ان يعرف اي شخص مكانه فمنفلوط هي احدي القري التابعه للصعيد التي دائما ما تعاني من غياب تام لأجهزة الدولة بها ، فمحافظات الصعيد بالنسبه لأي رئيس ما هي الا محافظة لجمع الاصوات الانتخابية فقط وبعد الانتخابات فليذهب اهالي الصعيد الي الجحيم .

يقرر احمد ان يبحث عن وظيفه في قريته الصغيرة الهادئة ، ولا يجد وظيفه انسب له في الوقت الحالي الا سائق حافلة تابعه لأحدي المدارس الازهرية ، تردد في البداية ولكن لم يكن امامه اي خيار اخر .

وفي يوم 17 نوفمبر 2012 يستيقظ احمد مبكرا ويصطحب طلاب المدرسة الصغار كما اعتاد كل صباح ، ولكن القدر كان له رأي اخر فبينما يعبر احمد مزلقان قرية المندرة يفجأ بقطار يصطدم بحافلة المدرسة بقوة شديدة ،اصوات الاطفال تدوي في سماء القرية الهادئة ، لم يعلم احمد ماذا يفعل شعر بأن كل اعضاء جسده قد تصلبت عن الحركه انها لحظات النهاية ، يري كل ذكرياته الآليمه تمر امامه يتذكر هبه وموتها محروقه بالقطار ويتذكر هاجر التي ماتت تحت عجلات السيارة ويتذكر صديقه الذي قتله بيده ، اصوات البكاء والصراخ تتعالي اشلاء الاطفال تتطاير بكل مكان ،شلالات من الدماء تملئ العربة . اخيرا يتوقف القطار عن السير ولكن بعد ان اوصل 51 طفلا الي مسواهم الاخير وبعد ان اصبح احمد هو الاخر ضحيه من ضحايا القطارات بمصر .

شدد مرسي علي ضرورة محاسبه المخطئ وعدم افلات الجاني من العقاب ولكنه مثله مثل مبارك لم يقم بفعل شئ ، نسي الشعب المصري بعد ايام قليلة الضحايا ولكن لم ينسي القطار دوره في حصد المزيد من الأرواح .


بقلم : Golden Eye & E6lamica .



السبت، 13 أبريل 2013

هل تحول شهداء مصر لقرابين بشرية ؟!

هل تحول شهداء مصر لقرابين بشرية ؟!




شهداء في مختلف الميادين في مصر من 2011 الي 2013 واحتمال 2014 ايضا ً ... قدموا انفسهم كقرابين بشرية لتتقدم مصر وتصبح مصر حرة مستقله ... عيش حرية عدالة اجتماعيه هكذا كانت كلماتهم الاخيرة قبل ان يقتلوا برصاصات الغدر



ولكن يجب ان نفهم القرابين البشرية في الماضي لكي نتعرف علي حاضرنا



في الحضارة اليونانية كانت اشهر قصه تضحيه بانسان هي الفتاة افيجنيا ، التي تم التضحية بها كقربان بشري لكي تستطيع السفن اليونانية انت تبحر لتبدأ حربها ضد طرواده ، ورائينا ان سبب اختيار افيجنيا لان والدها اجاممنون قام بصيد غزاله مقدسه ... تمت التضحية بفتاة من اجل انتصار اليونان ومن الغريب في الامر ان سبب الحرب هو هروب زوجه منيلاوس ( ملك اسبرطه ) هيلينا مع باريس شقيق ( ملك طرواده)من أجل امراة كانت الشهوه تسيطر عليها قتلت فتاة بريئة ؟



في الحضارة المصرية كانت تتم التضحية بأجمل فتاة ( عروس النيل ) في مصر من اجل فيضان النيل كل عام ... التضحية بفتاة من أجل ان يتوفر الأكل والشرب لباقي الشعب المصري ؟



في التراث الاسلامي أمر الله رسوله سيدنا ابراهيم بالتضحية بابنه اسماعيل ،وكان من رحمه الله علي سيدنا اسماعيل والبشرية اجمع ان تتم التضحية بكبش بدلا ً من الانسان ليعلم البشرية اجمع ان التضحية بالبشر مرفوضه .



من خلال ما سبق أحب ان اوضح لكم ان ما يحصل في مصر الأن الوصف الصحيح له انه قرابين بشرية .. فالقربان البشري هو ان تضحي بأنسان سواء برضائه او بغير رضائه من اجل ان يعيش الباقي في سعاده ، وان لا يرفض باقي المجتمع هذا القتل ويجرمه بل يدافع عنه بتهمه ب " ايه الي وداه هناك " وان يتم استباحه الدماء من اجل ، الترهيب واسكات كل من يطالب بأسقاط النظام من اجل ان تروج لفكرتك من الممكن ان تضحي بعشرات الشباب وان تتحرش بعشرات البنات ( طبعا بما لا يخالف الشرع ههه)ولكن هل هذا من أجل مصلحه مصر ام من اجل مصلحه الاخوان ومرسي ؟



ومع انتقادي الشديد للإخوان ومرسي بالمتاجرة بدماء الشهداء واعتبرهم قرابين بشرية لكي يرهبوا خصومهم ، لا اعفي من المسؤولية جبهه الانقاذ الوطني التي تتخذ من دماء الشهداء سببأ في الانقضاض علي السلطه



 اطالب من الجميع عدم استخدمنا قرابين بشرية من اجل مصلحته الشخصية .. نحن في استعداد ان نضحي بأرواحنا من أجل الوطن وليس من أجل ان يصبح حامدين رئيس او البرادعي او شفيق .. نحن نريد ان يعم العدل والعداله وان يتم محاكمه مرسي علي جرائمه ضد الشعب .. نريد ان يصبح رئيس مصر عادل صادق وافي بالوعود .. ولن يرهبنا القتل والسحل والتحرش



نحن شباب لا يرهبنا الموت ، اذا كان الاختيار ان نعيش في الذل والمهانه في عصر الاخوان او ان يعيش المجتمع بحريه وسلام وعداله اجتماعيه ولكن بدمائنا فلن نتأخر ... واي شخص يقول لماذا تعادون الاخوان وانه لابد من الانتظار فسأقول له عن اي مستقبل تتكلم ودماء الشهداء تروي اشجار قصر الحاكم وتعرية المتظاهرين لتغطية اسوار الرئاسه بالمزيد من الأسوار ؟ عن اي مستقبل تتكلم وانا غير أمن في بيتي واثناء سيري فالشوارع ؟ عن اي مستقبل تتكلم وانا لا اضمن ان يتم التحرش بزوجتي في المستقبل ان اعترضت علي اداء الرئيس ؟ هل انتظر البرنامج الرئاسي واتزوج لأنجب طفل من الممكن ان يتم قتله برصاص الداخليه يقولوا لي انه قتل عن طريق الخطأ ؟



حسبي الله ونعم الوكيل في كل من خان وقتل وكذب وتواطئ علي الشباب والشعب المصري



أسف علي الأطاله واتمني ان يتوقف سيل الدماء علي الاراضي المصرية وان نتخلص من حكم الاخوان ومرسي