الأربعاء، 24 أغسطس 2011

مراهقون في ظلمات الحياة

مراهقون في ظلمات الحياة


كثير منا مر بمرحله الحب في فترة المراهقة ، ولكن للأسف معظم هذه القصص تنتهي بالفشل ، فيا تري ما سبب هذا الحب وما أسباب عدم استمراره ؟

لنري معا ً بعض من هذه القصص لنتعرف معا ً علي اسبابها واسباب فشلها ...

الوقت : بعد أحد دروس اللغه الانجليزية .

الشخصيات : أحلام & وسيم .

أحلام : السلام عليكم ، ازيك يا وسيم عامل ايه ؟

وسيم : وعليكم السلام ، انا الحمد لله ، المهم انتي عامله ايه ؟

أحلام : انا الحمد لله . مالك فى الدرس ما كنتش مركز مع الاستاذ خالص ، فى حاجه ولا ايه ؟

وسيم : اة ، اصل بابا النهارده قعد يتخانق معايا طول اليوم وقعد يهزقني وكان هيضربني .

أحلام : ليه كده ؟؟



وسيم : اصل النهارده كنا بنتفرج علي النشرة ، وبعدين هو كان بيعلق علي حاجة في النشرة بس كان تعليقه غلط خالص ، فانا قولت له علي فكره الحكاية مش كده . فقال لي هو انت فاهم حاجة ! هو انا كل اما اقول حاجة تقول انت عكسها ! انت فاكر نفسك كبرت ! انت لسه بتأخذ مني المصروف . فلسه هرد عليه كان هيضربني بس ماما انقذتني منه .

أحلام : انا مش عارفه ليه الاهل ما عندهمش تفاهم خالص ولا مستعدين للنقاش اليومين دول .

وسيم : اة ، حاسين انهم ما يغلطوش ابدا ً ، وان كل تصرفاتهم مثاليه ، واننا يجب ان نحتذي بها .

أحلام : على الرغم من ان عندهم حاجات كتير غلط وهما مش مستوعبين ان احنا عارفين الصح وهما لاء ، مش متوقعين ان النت والتلفزيون بقوا بيعرفوا الواحد كل حاجه .

وسيم : هم للأسف فكرنا لسه عيال صغيره بنلعب في الطين ، مش مستوعبين اننا خلاص كبرنا .

أحلام : لو قلتلهم خلاص انا كبرت ، يقولولك انت هتفضل صغير ، واحنا نعرف اكتر منك .

وسيم : انا بصراحه اتخنقت من الحكاية ديه ، اتخنقت من معامله بابا لي وكأني لسه عيل صغير .

أحلام : بس دول اهلنا لازم نستحملهم هنعمل ايه !

وسيم : انتي عارفه يا احلام لولا اني بتكلم معاكِ وانك بتهوني علي حياتي ، انا كان ممكن يحصلي حاجة .

أحلام : بعد الشر ، مش تقول كده . انت بس حاول تقنعهم انك كبرت ، بس براحه حبه حبه ، مش كل شويه تقول انا كبرت انا كبرت عشان مش اشوفك زعلان تانى .

وسيم : حاضر . انا ما اقدرش علي زعلك ، هحاول اقنعهم ان شاء الله ، وانتِ عامله ايه مع أهلك ؟

أحلام : برضو ساعات بتخانق معاهم . مش مقتنعين انى خلاص كبرت واقدر افهم كل حاجه واقدر أتعامل مع الناس .

وسيم : استحمل ِ هي كلها كام سنه ونتجوز ونخلص من قهر الاباء لينا .



وبعد سنتين دخلت أحلام كليه أقتصاد وعلوم سياسية ، ووسيم دخل كليه هندسة ، وكل واحد فيهم انشغل بكليته ، ووحده وحده قطع وسيم علاقته بأحلام بعد ان اعجب بأحدي زميلاته التي سحرته بجمالها .

وقد كان لخبر قطع العلاقة علي أحلام واقع الصدمه لم تفق منها الا بعد مرور عامين من الذكريات الأليمه والحزينة .

وبعد فترة تعرفت أحلام علي شاب في الشات أسمه خالد - وهو شاب في نفس عمرها تقريبا ً - وأصبحت تتحدث معه بأستمرار ، وفي أحدي المرات تحدثا عن حبهم اثناء فترة المراهقة ، وكان هذا هو نص الحديث ...

خالد : السلام عليكم ورحمته الله وبركاته ، ازيك يا أحلام عامله ايه ؟

أحلام : وعليكم السلام الحمد لله ، انت عامل ايه يا خالد ؟

خالد : انا الحمد لله . انتِ سمعت ِ برنامج انا والنجوم وهواك امبارح ؟ كان بيتكلم عن حب المراهقة ، وهل هو حقيقي ام خيال .

أحلام : تعرف انى مريت بالفتره دى .

خالد : اة ، وأيه الي حصل بقي معاك في الفترة ديه ؟



أحلام : كنت معجبه بواحد زميلي في الدرس ، وكنت بحبه جدا وكنا متفقين اننا نتجوز .

ياااااااه

فكرتنى بالايام دى .

كانت ايام جميلة كان ساعتها حبيبي بيعوضني عن الحب والحنان الي اتحرمت منه طول حياتي ، وكنت كل اما اقبله احس بسعاده ما حستهاش في حياتي كلها ، وكل اما ببتعد عنه بأحس بأني سمكه خرجت من الماء وتريد ان تعود للماء مرة أخري لكي تستمر في الحياة .

اياااام .

خالد : وايه الي خالكم أنفصلتوا ؟

أحلام : كل واحد دخل الجامعه واتعرف على ناس كتير ، بس كانت اول سنه صعبه علينا قوى عشان ما كناش بنشوف بعض الا فين وفين .

خالد : اة وبعدين ؟

أحلام : مفيش ، عرفت بعد كده انه ارتبط بواحده فى الكليه بتاعته ، فقررت انى انساه . كان صعب عليا بس نجحت الحمد لله .

خالد : الحمد لله ، بس شكلها كانت قصه حب جميلة .

أحلام : جميله جدا ً جدا ً . بس كانت حب مراهقه ، وعلى ما اظن كتير زى بيقعوا فيه . بس فى ناس بتطلع منه سليمه ، وناس مش بتعرف تنساه فبيأثر عليهم فى حياتهم بعد كده .

خالد : ده اكيد وللأسف في مشاكل زوجية كثيرة بتحصل بسبب حب المراهقة .

أحلام : اة فعلا ً. انا في ناس اعرفهم مأثره عليهم الحكاية ديه في حياتهم الزوجية وعلي طول يتخناقوا ، بسبب انهم بيقارنوا بين حبهم الأول وحبهم لأزواجهم . وده طبعا ً ما ينفعش لان ما فيش حد زي التاني وكل واحد فينا له شخصيته الي بتميزة عن اي شخص أخر .

خالد : اة ، وهو برنامج انا والنجوم وهواك اتكلم عن الحكاية ديه ، بس انا في حكاية شغله دماغي من ساعة اما البرنامج خلص .

أحلام : ايه هى ؟

خالد : هو ايه الي بيدفع الشباب يا تري للحب ده ؟

أحلام : ممكن الهروب من حياتهم او تضيع وقت او بيلاقوا كتير بيحبوا حواليهم فا بيحبوا هما كمان .

خالد : طيب وانتِ كان ايه السبب الي دفعك لحب المراهقه ده ؟

أحلام : كنت بهرب من الجفاف والعنف اللى كان فى بيتنا . وده كان مجال ليا انى الاقى حد يبقى كويس معايا وبيشاركنى نفس الافكار .

خالد : اة ، اكيد الواحد اما بيلاقيش الحب عنده في البيت بيحاول يلاقيه في اي حته ، ولو حتي في الاحلام .

أحلام : طيب وانت يا خالد كنت بتحب ؟



خالد : انا كنت بحب بنت الجيران عندنا ، بس كان حب من طرف واحد .

أحلام : وليه مش كنت بتصارحها بحبك ؟

خالد : كنت خايف اني اصارحها ، لأني كنت خايف جدا ً ان مصارحتي لها تتقابل بالرفض ، فانقطع عن المتعه الوحيده لي في هذه الحياة وهي حبها .

أحلام : تعرف ان فى اولاد كتير بيخاوفوا يصارحوا الطرف الاخر بحبهم وفى الاخر بيضيع منهم .

خالد : اة ، للأسف .

أحلام : وايه الى حصل معاك بعد كده ؟

خالد : كنت كل اما بأكبر بيزداد حبي ليها حتي أصبحت تسيطر علي كل تفكيري ، وكنت كل أما بأفكر فيها بانسي وحدتي التي اشعر بها في المنزل .

أحلام : ليه انت عايش لوحدك ؟

خالد : عايش مع اهلي ، بس كل واحد فينا في دنيته الخاصه ، لدرجه ان مقابلتي لوالدي تعد في بعض الاحيان صدفه من صدف الحياة.

أحلام : ليه كده ؟

خالد : مش عارف ! عشان كده اما أول شوفت مريم حبيتها وكان نفسي اتجوزها ، عشان اللاقي حد جنبي ، حد اكلمه ويكلمني ، حد يسمعني واسمعه ، حد يحس بآلامي . بس في الأخر انتهت قصه حبي لها بعد اما هي اتجوزت وفضلت انا وحيد .

أحلام : ياااه . ده انت قصتك تقطع القلب .

خالد : انتِ ان كنت ِ سمعت الحلقة بتاعت امبارح ، كنت سمعت عشرات من حالات حب المراهقة الفاشله الي تقطع القلب .

أحلام : مهو الحب فى السن المبكر ده مش بيبقى حب ، بيبقى تعويض عن حاجه الواحد فقدها فى حياته فا بيحاول يكملها باى شيى يقدر عليه .



خالد : اة اكيد ، احتياج لحنان الأم ، واحتياج لحوار الاب مع اولاده ومعرفه مشاكلهم ، احتياج لأحترام الاهل لأولادهم وتفكيرهم .

أحلام : انت فى رايك ايه الحل ؟

خالد : الحل ان الأهالي يتقربوا من ابنائهم أكثر من كده ، ويتحاوروا معاهم ويحترموا آرائهم ، ويشوفوا اولادهم حاسين بايه ، وبيعانوا من ايه ، وايه مشكلاتهم ويحاولوا يحلوها .

أحلام : بس مفيش اهل هيعرفوا كده غير لما الاولاد يصارحوا اهاليهم انهم محتاجين الحنان والحب والحوار بشكل متفتح عشان ما يلجأش لحد تانى .

خالد : ديه المصيبه ، لأن معظم الاهالي الان لا يعرفون شئ عن اصول التربية ، كل ما يعرفوه عن التربية ، هو انك تقول لابنك انه ده غلط وده صح واذا غلط في اي حاجة يبقي لازم تضربه عشان يتعلم الصح .

أحلام : اها وللاسف اسلوب الضرب ده بيولد العنف والعند ، و اتمنى ان الشباب والامهات الجدد ما يتبعوش اسلوب اهلهم الغلط فى التربيه .

خالد : طيب وانتي يا أحلام اما تيجي تربي اولادك هتعمل ِ ايه عشان تجنبيهم حب المراهقة واثاره السلبية ؟

أحلام : هحاول اتكلم معاهم واعودهم على الصراحه واتقبل منهم الصح لو انى قلت حاجه غلط ، لان اكيد هيطلع حاجات جديده تعلمهم حاجات احنا ما كناش عارفنها ، بس لازم المساعده من الاب ، وانت هتحاول تعمل ايه ؟

خالد : انا هحاول احتوي ابنائي وأكون صديق لهم ، واحاول انمي تفكيرهم ، واتكلم معاهم علي طول واشوف مشاكلاتهم ، وأحاول اني أحسسهم بالدفئ الأسري ، واحترم ارائهم ، واذا أخطاؤا في شيئ احاول ان اوضح لهم هذا الخطأ عن طريق الحوار وليس الضرب .

أحلام : وطبعا ً لازم يكون في عقاب بس من غير ضرب ، مثلا بالمنع عن اكتر حاجه بيحبوها .

خالد : اة ، ده اكيد عقاب مادي او معنوي وليس جسدي .

أحلام : انا مضطره اقفل يا خالد دلوقتي عشان الوقت اتاخر، وكنت سعيده بالحوار اللى بينا .

خالد : انا والله الي سعيد جدا ً بالحديث ده وبأفكارك الي استفدت منها جدا ً .

أحلام : اشوفك بقى المره اللى جايه ، مع السلامه .

خالد : ان شاء الله مع السلامه .

وأنتهي بذلك الحوار بين أحلام وخالد ، ولكن لم تنتهي قصص حب المراهقة وما بها من مأسي وذكريات أليمه .

كتابة وتأليف وأخراج : protagonista & ابو تريكة .

انتاج : سبتمبر 2009 .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق